بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله ..
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
• قال الحسن البصري رحمه الله: ( رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال ) ( 1 )
• قال سهل بن عبد الله :النجاة في ثلاثة :
• (1- أكل الحلال .
• 2-أداء الفرائض.
• 3-الاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم ) ( 1) .
• قال رجل لعمر بن عبد العزيز: ( اجعل كبير المسلمين عندك أباً ، وصغيرهم ابناً ، وأوسطهم أخاً ، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه) ( 3 )
• قال طلق بن حبيب: ( إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) (2))
• قال يحي بن معاذ الرازي: ( ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره ،وإن لم تفرحه فلا تغمه ،وإن لم تمدحه فلا تذمه ) ( 4 )
• قال ابن عمر لرجل سأله عن العلم : فقال ( إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ،خميص البطن من أموالهم ،كاف اللسان عن أعراضهم ، لازماً لجماعتهم ، فافعل ) ( 2)
• قال الزهري رحمه الله : ( من الله الرسالة ،وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم البلاغ ، وعلينا التسليم ) ( 4 )
• قال جعفر بن محمد رحمهما الله: ( من نقله الله من ذل المعصية إلي عز الطاعة أغناه بلا مال وأنسه بلا أنيس وأعزه بلا عشيرة )
• قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلباً ولا عن النار مهرباً أولها من عرف الله فأطاعه ، وعرف الشيطان فعصاه ، وعرف الحق فاتبعه ، وعرف الباطل فاتقاه ، وعرف الدنيا فرفضها ، وعرف الآخرة فطلبها )
• قال ابن القيم رحمه الله : (الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده مالم يغلقه العبد بغفلته ) قال الحسن البصري رحمه الله ( تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء ، في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ، فإن وجدتم ، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق ) ( )
• قال أبو الحسن الشاذلي : عليك بالمطهرات الخمس في الأقوال , والمطهرات الخمس في الأفعال , والتبري من الحول والقوة في جميع الأحوال) ( ): قلت مراده بالمطهرات الخمس في الأفعال : الصلوات الخمس ¸ والمطهرات الخمس في الأقوال : الباقيات الصالحات : والتبري من الحول والقوة : يعني لاحول ولا قوة إلا بالله .
• قال أبو حازم (كل نعمة : لا تقرب من الله عز وجل : فهي بلية ).( )
• قال أبو سليمان الداراني (من وثق بالله في رزقه : زاد في حسن خلقه وأعقبه الحلم ، وسخت نفسه ، وقلت وساوسه في صلاته ) ( 4 )
• وقال (الفتوة أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك ) ( 1)
وقال ( أفضل الأعمال: خلاف هوى النفس ، ولكل شيء عَلم وعَلم الخذلان : ترك البكاء ، ولكل شيء صدأ وصدأ القلب : الشبع ) ( 2 )
قال معاوية للأحنف بن قيس بما سدت قومك وأنت لست بأنقبهم ولا أشرفهم ؟:قال ( إني لا أتكلف ما كفيت ، ولا أضيع ما وليت ) ( 3 )
• قال ذا النون بن إبراهيم المصري ( من نظر في عيوب الناس عمي عن عيوب نفسه ، ومن عني بالنار والفردوس شغل عن القيل والقال ومن هرب عن الناس سلم من شرورهم ، ومن شكر زيد ) ( 4 )
• وقال ( من صحح استراح ، ومن تقرب قرب ، ومن صفا : صفي ، ومن توكل وثق ، ومن تكلف ما لا يعنيه ضيع ما يعنيه ) ( 5)
• وقال ( من أحب الله عاش ، ومن مال إلى غيره طاش ، والأحمق يغدو ويروح في لا شيء ، والعاقل عن خواطر نفسه فتاش ) ( 6 )
• قال عيسى بن مريم ( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله : فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد ، فإنما الناس مبتلى ومعافى ، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية ) ( 1 )
قال ابن عباس : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت والعاشرة اعتزالك عن الناس ( 2)
أخي المسلم ينبغي أن تلتزم بطاعة الله عز وجل وحسن الخلق : لأن حسن الخلق شأنه عظيم فقد ثبت عن النبي أنه قال : إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم .
وقال : ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق .
وقال : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس .
وقال : إن أثقل شيء في الميزان يوم القيامة حسن الخلق .
وقال : حسن الخلق ذهب بخير الدارين ويدرك به الرجل درجة الصائم القائم .
وقال : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .
ومن حسن الخلق : حسن المعاملة مع الخالق بأن يأتي جميع ما أمره به وينتهي عن ما نهى عنه ، وحسن المعاملة مع الخلق وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة ونقيضهما لدخول النار .
فحسن السريرة من هيبة الله تعالى فإذا هاب عبد ربه ظاهراً و باطناً سراً و علناً أهاب الله منه خلقه ، وصنائع المعروف لا تكون إلا من حسن الخلق ومن حسن الله خلقه أحبه ومن أحبه الله ألقى محبته على قلوب عباده قال تعالى لموسى عليه السلام : وألقيت عليك محبة مني فكان لا يراه أحد إلا أحبه.
قال الحكيم الترمذي : درجة الصوم درجة الصابرين ودرجة الصلاة درجة الشاكرين فإذا وصل العبد إلى درجة الشاكرين والصابرين فقد جمع الإيمان كله ، وروي : الإيمان نصفان نصف للشكر ونصف للصبر ، وإذا جمع العبد الإيمان كله انقطع بقوة هذا الإيمان إلى الله تعالى وإذا انقطع إلى الله نجا من شرور النفس وخدعها وأمانيها وصار في معاذ الله من وساوسها .
ومن حسن الخلق : الرفق في الأمر كله .
قال رسول الله : إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .
وقال : إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه .
وقال صلى الله عليه وسلم : من يحرم الرفق يحرم الخير .
ومن حسن الخلق : التفريج عن المسلمين وقضاء حوائجهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .
وقال صلى الله عليه وسلم : من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل .
وقال صلى الله عليه وسلم أفضل الإيمان الصبر والسماحة .
وقال صلى الله عليه وسلم : خُلقان يحبهما الله وخُلقان يبغضهما الله فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء والسماحة وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل فإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس
ففي هذه النصوص فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك ، وفضل الستر على المسلمين ، وفضل الصبر والسماحة والسخاء .
ومن حسن الخلق التيسير دون التعسير والتبشير دون التنفير .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين .
وقال عائشة رضي الله عنها ما خير رسول الله : بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً .
وقال صلى الله عليه وسلم للأشج إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة .
ومن حسن الخلق : التخلق بالخصال الحميدة:
قال رسول الله أربع خصال إذا أعطي العبد فلا يضره ما عزل عنه من الدنيا حسن خلقه وعفاف طعمه وصدق حديث وحفظ أمانة ، هذه خصال كلها تطهر الجسد والقلب فأما حسن خلقه فأن يكون حسن العشرة مع الخلق حسن الخلق مع أمر الله تعالى ونهيه حسن العشرة والخلق مع تدبير الله تعالى وأحكامه وعفاف طعمه بأن يطعم ما لا يشوبه الحرام ولا الشهوة ولا المطامع وصدق الحديث فأن يعف لسانه وحفظ أمانة بأن يحفظ جوارحه وما ائتمن عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : الورع سيد العمل من لم يكن له ورع يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله شيئاً فذلك مخافة الله تعالى في السر والعلانية والاقتصاد في الفقر والغنى .
ومن حسن الخلق : الدعوة إلى الألفة وعدم الفرقة ، واجتماع الكلمة وعدم الاختلاف والحرص على منافع الناس وإنقاذهم من جميع المهالك :
قال الله تعالى : وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ سورة آل عمران آية (103)
وقال تعالى : وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ سورة الأنفال آية (46) .
وكان صلى الله عليه وسلم يرشد إلى الألفة واجتماع الأمر وينفر عن الفرقة والاختلاف لما في الألفة والاجتماع من الجلب للمصالح والدفع للمفاسد وفي الفرقة والاختلاف من عكس ذلك فالعالم المتقيد بما جاءنا عن الشارع الذي بعثه الله تعالى متمماً لمكارم الأخلاق إذا أخذ نفسه في تعليم العباد وإرشادهم إلى الحق وجذبهم عن الباطل ودفعهم عن البدع والأخذ بحجزهم عن كل مزلقة من المزالق مدحضة من المداحض بالأخلاق النبوية والشمائل المصطفوية الواردة في الكتاب العزيز والسنة المطهرة فيسر ولم يعسر وبشر ولم ينفر وأرشد إلى ائتلاف القلوب واجتماعها ونهى عن التفرق والاختلاف وجعل غاية همه وأقصى رغبته جلب المصالح الدينية للعباد ودفع المفاسد عنهم كان من أنفع دعاة المسلمين وأنجع الحاملين لحجج رب العالمين وانجذبت له القلوب ومالت إليه الأنفس وتذلل له الصعب وتسهل عليه الوعر وانقلب له المتعصب منصفاً والمبتدع متسنناً ورغب في الخير من لم يكن يرغب فيه .
ومن حسن الخلق : حسن التعامل مع الناس وخاصة أهل المدينة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء ، وفي لفظ إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كاد أهل المدينة كاده الله .
ففي هذين الحديثين أن من أراد أهل المدينة بسوء اضمحل أمره كما يضمحل الرصاص في النار أو الملح في الماء ، وأنه لا يمهل بل يذهب سلطانه عن قرب .
قال بعض الحكماء : ينبغي للمسلم أن يكون عالم بالعلم ناطق بالحلم صادق بالفهم ورع عن الحرام بين الإعلام كثير السلام لين الجانب قريب المعروف سريع الرضاء بعيد السخط يعلم إذا فهم وإذا علم ، علم ويكف إذا شتم إن صحبته تسلم وإن شاركته تغنم وإن فارقته تندم وإن سمعت منه تتعلم ، كثير الوقار مكرم للجار مطيع للجبار قلبه بمعرفة الله زاهر ولسانه بذكر الله غازر وبدنه في طاعة الله ساهر فهو من نفسه في تعب والناس منه في أرب فمثله كمثل الماء لأن الماء حياة الأشياء كلها فكمال المؤمن الرضى وعمله التقوى مبغض للدنيا قليل المنى صادق اللسان صابر البدن قانع القلب أن ائتمن أمانة أداها وإن ائتمن هو غيره لم يتهم ، أب لليتيم وللأرملة رحيم وإلى الجنة مشتاق وبالوالدين غير عاق له علم يرضى وعقل ينمى كلامه منفعة وجواره رفعة إن استكتمته كتم وإن استطعمته أطعم جواد لله بالعطاء وللناس بحسن الخلق والرضى إن استقرض أدى وإن سئل أعطى إن كان فوقك تواضع وإن كان دونك اعتدل فمثله كمثل شجرة ثبت أصلها وجاد فرعها وكثر ثمرها فهو من رآها رغب فيها لا يأخذ شيئاً إن أخذ رياءً ولا يتركه إن تركه حياءً بل أخذه لله تعالى سالماً وتركه لله تعالى غانماً محاسب نفسه ناظر في عيوبه مستعرض لعمله إن كان محسناً يخاف على نفسه أن لا يقبل منه وإن كان مقصراً يخشى أن لا يغفر له وإن كان فاضلاً كان شاكراً لا يظلم ، ولا يأثم ، ولا يتكلف ، لين تدبيره كثير عمله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
( 1) انظر : تفسير القرطبي 2/ 208.
( 3 ) انظر : جامع العلوم والحكم 2 / 283 .
( 1 ) انظر : الاستذكار لابن عبد البر 2 / 28.
( 2 ) انظر : بدائع الفوائد 2/ 96 .
( 4 ) انظر : جامع العلوم والحكم 2 / 283.
( 2) انظر : سير أعلام النبلاء 2 / 221 .
( 4) رواه البخاري رقم ( 7529 ) باب 46 .
( ) انظر : تهذيب مدارج السالكين ص 463 .
( ) انظر : الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي ج 2 / 303 .
(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 3 / 230 ، والبيهقي في شعب الإيمان رقم ( 4537 ) 4 / 127 وابن الجوزي في صفوة الصفوة 2 / 157 ، وابن رجب في جامع العلوم والحكم ص 245 .
( 4 ) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 257 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 185 .
( 1 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 185 .
( 2 ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 183 ، وابن كثير في البداية والنهاية 10 / 256 .
( 3) رواه البيهقي في شعب الإيمان 7 / 417 .
( 4 ) رواه البيهقي في شعب الإيمان 7 / 417 .
( 5 ) رواه البيهقي في الزهد الكبير رقم ( 743 ) 2 / 286 ، وشعب الإيمان 7 / 417 .
( 6 ) رواه البيهقي في شعب الإيمان 7 / 417 .
( 5 ) رواه مالك في الموطأ 2 / 986 ، وابن أبي شيبة رقم ( 34230 ) 7 / 65 ورقم ( 31879 ) 6 / 340 .
( 6 ) انظر : مسند الفردوس رقم ( 4231 ) 3 / 82 ، وصفوة الصفوة 4 / 257 ، وتاريخ جرجان ص 250 .
__________________
رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال .
قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى ، قالوا وما التقوى ؟ قال : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم