الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد .
هذه بعض المقتطفات من بعض المقالات التي أعجبتني وأحببت أن اعرضها من باب الرؤية الحقيقية والواقع الذي يعيشه العالم الإسلامي وما هو رأي المفكرين فيما يدور في كواليس البيت الصوفي في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة وما هو الرأي الأمريكي في التصوف وهل عباءة التصوف هي الحل الأنسب للوصول للمصالح السياسية في بلاد الإسلام في اعتقاد الكفار بصفة عامة هذا وجدناه ظاهراً في هذه المقالات التي نطرحها بين أيديكم .
فقد جاء في مجلة البيان مقال عنوانه (التعاون الأميركي الصوفي ) ؟؟!
فالسلفية تعني اقتفاء آثار السلف الصالح ومتابعتهم في تعاملهم مع النصوص الشرعية من الكتاب العزيز والسُّنة المطهرة من حيث تعظيمُهـا وتوقيـرُها وتقديمُها علـى كل ما عداها، ومن حيث كيفيةُ فهمها واستنباطُ الأحكام منها؛ ومن ثَمَّ فإن السلفية
تمثل منهجاً وليست مذهباً أو مجموعة اختيارات فقهية؛ ولهذه الخاصيَّة صار من أصعب الصعاب تطويع متبعي المنهج السلفي أو استخدامهم، بل صاروا حجر عثرة أمام كل محاولات إفساد عقيدة المسلمين وتخريب سلوكهم وأخلاقهم، ومن ثَمَّ لم يكونوا (كغيرهم) جسراً يعبر عليه أعداء الأمة ليقتطعوا منها ما شاؤوا، وهذا يفسر سبب العداوةِ الشديدة التي تلقاها السلفية، والحربِ التي تُشَنُّ عليها الفينة بعد الفينة؛ سواء كان ذلك من الأعداء الخارجيين أو من ربائبهم الداخليين.
يحتشد اليوم في الصف المناوئ للسلفية الكفارُ من أهل الكتاب وعبدة الأوثان، بجانب كثير من أهل البدع الخارجين على منهج أهل السُّنة والجماعة، وليس يُدرى بأي مقياس يقيس هؤلاء عندما يتعاون من يصنِّفون أنفسَهم في خانة المحبين لله ورسوله وآل بيته الأطهار، مع النصارى الذين يدعون مع الله إلهاً آخر، ويقفون صفاً واحداً متعاونين في مواجهة أتباع المنهج السلفي الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويجعلون من الكتاب والسُّنة وإجماع الأمة المصادر التي يرجعون إليها في تكوين عقائدهم وسلوكياتهم وأخلاقهم وعباداتهم، ويقيمون عليها صرحهم الفقهي.
وقد وقعت عيني على بعض المقالات مثل (هل أصبح بوش متصوفا ؟)لـ د . زكريا سليمان بيومي يقول فيه .
لم يكن جديداٌ أن نسمع عن اهتمام أحد السياسيين الغربيين بمتابعة احتفالات المتصوفة بمولد أحد العارفين بالله مثلما فعل فرانسيس ريتشاردونني السفير الأمريكي ، فقد سبقه إبان الاحتلال البريطاني لمصر إدوارد لين الذي داوم علي حضور مثل هذه الموالد وكتب عنها كتابه المشهور " المصريون المحدثون عاداتهم وشمائلهم " .
لكن الغريب والجديد هو إعراب الرئيس الأمريكي المؤمن جورج بوش الإبن عن إعجابه بشعر أحد أقطاب التصوف وهو جلال الدين الرومي واستشهاده ببعض من هذا الشعر في إحدى لقاءاته مع الجالية الإسلامية .
وقال أيضاً:
وقد يفرض هذا أن نراجع أنفسنا عن سر ارتباط السياسيين في الشرق والغرب بالمتصوفة ، لا التصوف ، فهذه الطرق قد نشأت واتسع نطاقها في ظل النظام الإقطاعي ، ورأي أقطاب هذا النظام في انتشارها واتساع تأثيرها ما يعينه علي الحفاظ علي مكانته ومكاسبه ، ولهذا سارع الإقطاعيون إلي العمل علي استمرارها ودعم شيوخها فبنوا لهم الأربطة والخانقاوات ومنحوهم العطايا والهبات حتى تنجح طرقهم في أن تجتذب إليها جموع الكادحين وترسخ بينهم ترك الدنيا إلي الآخرة فتحمي الإقطاع من إمكانية الثورة والسعي للتغيير من خلال الرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .
وقال الباحث والصحفي المصري: محمد عبد الله
في مقاله (هل ترفع أمريكا شعار الصوفية هي الحل؟ ) حيث قال فيه :
عندما وقعت أحداث سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة بدأت واشنطن في سياق حملتها الشاملة على ما يسمى الإرهاب بدراسة إمكانية تعميم الصوفية بحيث تصبح هي الشكل المستقبلي للإسلام، ويعول الأمريكيون في تصورهم هذا على ما جاءت به تجربة النقشبندية في تركيا، حيث استوعب المتصوفة قيم العلمانية وطوروا رؤيتهم الدينية لتواكب العصر وتتماشى مع النهج الديمقراطي.. وهو ما أكده المستشرق الداهية (برنارد لويس) في العديد من المقالات والمؤتمرات التي شدد فيها على أن المخرج من الأزمة التي تعيشها أمريكا يكمن في جماعات الصوفية على مستوى العالم..
وقال أيضاً:
وكانت مجلة "يو إس نيوز" الأمريكية قد كشفت عن سعي الولايات المتحدة لتشجيع ودعم الصوفية كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية. ويعتقد بعض الاستراتيجيين الأمريكيين أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد تنظيم القاعدة وغيرها من الإسلاميين المتشددين.
وبحسب مجلة "يو إس نيوز" فإن الصوفية تسعى للعودة ثانية حيث يوجد عشرات الملايين في وسط وجنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا ومئات الملايين الآخرين من التابعين للتقاليد الصوفية.
وقد صرح (روبرت دانين) أحد متخصصي علم الاجتماع الذي كان قد درس المتصوفين الأفارقة أنه سيكون من الحماقة تجاهل الاختلافات بين الصوفية.
وقد استرعى ذلك الصراع انتباه صناع السياسة الأمريكية، ولأنه ليس في إمكانهم دعم الصوفية بصورة مباشرة فإنهم يسعون إلى دعم من على علاقة بها.
وفي ختام مقاله قال :
من جانبه اعتبر المستشرق الفرنسي المسلم إريك جيوفروي (المختص في الصوفية بجامعة لوكسمبورج شمال فرنسا) أن المستقبل في العالم الإسلامي سيكون حتماً للتيار الصوفي وأن الحركة الصوفية يمكن أن تكون بديلاً للعمل السياسي الإسلامي في العالم الإسلامي. وقال: إن الأنظمة العربية عملت على إدماج الصوفية في الحكم بهدف محاربة الظاهرة الإسلامية، فوزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق هو صوفي، كما أن الشيخ أحمد الطيب في مصر - وهو خلواتي - أصبح رئيساً لجامعة الأزهر بعد أن كان مفتياً للديار المصرية، وفي الجزائر نجد أن بوتفليقة قريب جداً من الصوفية وهو ما برز في حملته الأخيرة.
وفي المجمل فإن الرؤية الأمريكية الغربية للملف الصوفي تبدو في مرحلة التنفيذ وأنه على الدول الإسلامية أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الأزمات في حالة رفض الأطروحات الأمريكية التي تحولت إلى أجندة في مراحل التنفيذ.
وفي مقال آخر وجدت ما يؤكد الحقائق السابقة في مقال بعنوان ( التصوف الفرنكوأمريكي الجديد في المغرب ) حيث يقول كاتبه (نوفل بن إبراهيم )
عند تفحص المكتبة العربية أو التجول في مواقع الشبكة العنكبوتية للبحث عن الدراسات و البحوث العلمية عن الطرق الصوفية يجد الباحث ركاما هائلا من الكتب والبحوث والمقالات عن الطرق الصوفية و عقائدها و تاريخها و شعائرها بيد أنه لن يجد شيئا بالعربية تقريبا عن فئة جديدة من الصوفية برزت بقوة في السنوات الأخيرة في المغرب و التي يمكن نعتها بالصوفية الفرنكوأمريكية الجديدة , فهي جديدة لما تتسم به من خصائص " عصرانية" مخالفة للمعهود من الصوفية بمختلف طرقهم المشرقة و المغربة وهي فرنكو أمريكية لأن القائمين عليها فرنكفونيين مشبعين بالثقافة الفرنسية ولكنها تشبه حركات"العهد الجديد"النصرانية في الولايات المتحدة الأمريكية كما أنها تستجيب للمواصفات الأمريكية المطلوبة و توصيات مراكز البحث الأمريكية المهمة المتكررة بدعم التصوف وتكوين دعاته و تدريبهم حتى يكونوا في مستوى مواجهة ما يسمونه بالأصولية الإسلامية مثل مؤسسة راند و مركز و تصريحات أمريكية متعددة في هذا الصدد و وقد اعترف المستشرق الشهير برنارد لويس المعروف بصهيونيته وعداوته الشديدة للإسلام والمسلمين بأن الغرب يسعى إلى مصالحة (التصوف الإسلامي) ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط (فصل الدين عن الحياة)، وإقصاء الإسلام نهائيًا عن قضايا السياسة والاقتصاد، بنفس الطريقة التي استخدمت في تهميش النصرانية في أوروبا والولايات المتحدة. وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري بعد أن يذكر توصية للجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس الأمريكي بضرورة تشجيع "حركات الإسلام التقليدي والصوفي : "ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية، ومن أكثر الكتب انتشارًا الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي، وأشعار جلال الدين الرومي".
وفي ختام مقاله قال نوفل ابراهيم :
و مقابل دعوة البوذيين و العلمانيين و غيرهم إلى الندوات و الملتقيات الفكرية التي ينظمونها فهم حريصون كل الحرص على تجنب دعوة للعاملين للإسلام{ ما يعرف باسم الإسلاميين} أو التعامل معهم! رغم أن بعض هؤلاء و خاصة من حركة التوحيد و الإصلاح و حزب العدالة و التنمية قد اجتهدوا في مد الجسور مع الطرق الصوفية و الحوار معها و عدم تركها فريسة للأمركة كما قال بعضهم, ووصل الأمر إلى امتناع محمد اليتيم عن نشر مقال لصديقه الدكتور محمد وراضي في جريدة "التجديد" ينقد فيه محاضرة لأحمد توفيق وزير الأوقاف البوتشيشي افتتح بها "الدروس الحسنية" في رمضان و كانت بحضور الملك محمد السادس تحت عنوان" النسب الشريف و السند الصوفي" رأى فيها الدكتور محمد وراضي تزلفا غبيا و اساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .