°ˆ~*¤®‰« ô_°بسم الله الرحمن الرّحيم°_ô »‰®¤*~ˆ°
الحمدلله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين..
الحمدلله حمداً لا جزاء له إلا الرضا ..
اللّهم إن قلبي بين يديك ..تقلّبه كيف تشاء فأصرف قلبي لطاعتك
وأعنه على ذكرك وارزقه القوة على الدنيا وبلائها ..
واجعله مسرورا بقربك ..وأجبر كسره ..وأيقظ غفلته..!
ياارحمن الدنيا ورحيمها!!!
إلى كل إنسان له قلب ينبض وروح تسمو نحو الهدف ..
إلى كل من يبحث عن معنى الحياة الحقيقية وعن السعادة..!
إلى كل نفس حائرة تشعر بالتيه وأرادت الوصول إلى بر الأمان ..!
إلى كل خطوة ضلت عن طريق الصواب وتعثرت في تراب التيه والغفلة..!
إلى كل من له إرادة يتحدى بها رغبات نفسه ..!
إلى كل من أراد التغيير يوماا وأراد أن يعيش أكثر من حياة..!
إلى نفسي وأنفسكم أقدم هذه الدورة و أسأل الله أن ينفعني و إياكم بها و أن يجزي آل التنمية ومشرفاته خير الجزاء ..!!
حياتنا...
نبدأها من جديد
أنت أيها الإنسان إرادة ..أنت من يصنع الأمل و يبدد اليأس .
قم ّ وتحرّك فالكون مسخر لك.!
قمّ للحياة و دعك من الأوهام التي أضاعت عمرك سُدى ..!
انهض قبل فوات الآوان و قررّ أن تعيش الحياة التي تستحق أن تعيشها .!
أنت المخلوق الوحيد القادر على التفكير وصناعة الفرص.!
أنت من تملك قوة قاهرة لا تصدها الجبال ..
أنت من يقدر على تغيير الظروف ..
فلتدرك ما تبقّى وتحيا من جديد ..!
أطلقيـــــــــــــني من إسار ٍ وثيق إنني أهوى حياة الطليق
سجدتي لله فيك حيــــــــاتي ونجـــــــاتي من هلاك ٍ محيق
فجّري في خافقي ألف نبــــــع ٍ فالجفاف قد سرى في عروقي
أسطعي في أضــــلعي ألف شمسٍ فالظلام جاثمٌ في طريقـــــــــــــــــي
ارفعيني من حضيــــــــــــضٍ بليـــــــدٍ نحو أفقٍ عاصفٍ بالبروق
"ياسر العيتي"
معنى الحياة الحقيقية وكيف تكون لنا:
لا نستطيع أن نحيا ونحن لا نعرف ماهي الحياة وما هي حقيقتها ؟!
من المؤلم أن يضيع الإنسان عمره بلا إدراك لمعنى الحياة!
الحياة الحقيقية هي الحياة التي نعيشها لله :
(قلّ إن صلاتي ونسكي و محياي و مماتي لله ربّ العالمين ) الأنعام 162
ولن نستطيع العيش دون هدف : ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) الذاريات 56
من كان له هدف يشعر بقيمة حياته ووجوده فيها ..!
من هنا نبدأ بسرد مبادئ مبسّطة لإدراك معنى الحياة الحقيقية و كيف تكون هذه الحياة لنا وليست علينا!!
المبدأ الأول: معرفة الله حق المعرفة :
نعيش هذه الحياة ونحن نعلم أن الله خالقنا ونشهد له بالوحدانية ولكن يجب أن نقف قليلا عند هذا الأمر
وعند هذه المعرفة ونستشعرها جيدا .!
الإنسان يسير في حياته ينام ويستيقظ ، يأكل ويشرب ، يمشي ويجلس ويتكلم !!
لو أدرك أنه لا يقوم بكل هذا إلا بالله عز وجل ..لوقف عند نفسه كثيرا وتأمل سلوكها وفعلها وقولها ...!
تعظيم الله أمر عظيم ( هل من خالق غير الله ) فاطر 3
(الله لا إله إلا هو الحي القيوم ..) البقرة 255
الحياة به ودوامها به وانتهاؤها به عز وجل والقيام به والدوام به والانتهاء به!!
هو من سمح لي أن أعيش يوما جديدا فكيف لا أعرفه!!
إذا عرفنا الله سيكون أحب إلينا مما سواه ونخافه أكثر من غيره..!!
يقول الشيخ عايض القرني عن أحد المعاصرين / كنت اذا ضعفت في إيماني عدت إلى المجلد الأول في كتاب الفتاوى لابن تيمية وقرأت تعظيمه لربه و مدحه و كلامه !!
أحبائي معرفة الله تستحوذ على مجامع القلب وعلى جوانب النفس ، تدمع العين لذكره ويقشعر الجلد لعظمته ،
ونشعر بالحياة الحقيقية...!!!
المبدأ الثاني: الإيمان والعمل الصالح:
لن نشعر بالحياة دون أن نشعر بحلاوة الإيمان بالله و دون أن يكون عملنا صالح فيها..!!
أنها حياة القلب .! فالقلب أساس الحياة إن صلُح صلحت .
والإيمان القوي يبعث الطمأنينة في النفس فيُذهب الخوف و يوجِد الأمن فيطرد كل حزن و ألم.
وهذه هي السعادة . والوصول الى منزلة المحبة لله تعالى.المنزلة التي يقول فيها ابن القيم :
التي يتنافس فيها المتنافسون ، هي غذاء الأرواح و قرة العيون هي الحياة التي من حُرِمها فهو
من جملة الأموات.. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات.. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه
كله هموم و آلام..!!
والآن نتأمل هذه الآية:
(قل إن كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله) آل عمران 31
الطريق واضح ..والهدف أمامنا !!
لماذا نتأخر؟
إلى متى نؤجل؟
كم هي اللحظات التي مرت و كم بقي لنا ؟؟!!
من يطلب الله يجده ويجد كل شيء ومن فاته الله فاته كل شيء !!!
الحياة الحقيقية هي الحياة الطيبة التي ترتاح النفس بها و تأنس.
فإن كانت حياة بؤس و عذاب هي ليست بحياة !!
ولن ننالها الا بالعمل الصالح: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحييّنه حياة طيبة) النحل 97
يقول الإمام علي بن أبي طالب: بركة العُمر حسن العمل.
وجود الهدف يُعطي سببا للحياة فالحياة بلا فائدة موت مسبق كما قيل!
والهدف الأسمى هو الجنــّـــــــة!!
حين تتعلّق أرواحنا بهذا الهدف ونعلو ببصرنا وبصائرنا إلى أعلى نقطة في الكون ونطمح للوصول
سنشعر حينها أن كل ما دون ذلك صغير.!!
لااا يستحق العناء والتعب!
وكل ما هو في سبيل الله يستحق العيش من أجله..!
يقول ابن باز رحمه الله : الموت في سبيل الله أسهل من العيش في سبيل الله.!
>>عبارة تستوقفني كثيراا وهذه هي الحياة!!
إن ملأت نفسي بحب الله سأجد نفسي ماضياً في الحياة مرتاح البال وكل شيء يصغر
ويتضاءل لعظمة الله..!
تقول رابعة العدوية:
فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني و بين العالمين خراب
إذا صحّ منك الودّ فالكل هيّنٌ وكل الذي فوق التراب ترابُ
المبدأ الثالث: الاستقامة:
يجب أن نعلم أن الحياة الحقيقية هي حياة الكرامة ولن نحصل على الكرامة دون استقامة.
الاستقامة
أقوال أفعال نيات
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنّزل عليهم الملائكة ألا ّ تخافوا ولا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت 30
لا نخاف من المستقبل ولا نخاف المفاجئات ولا نحزن على الماضي وعلى ما فاتنا منه.!!
ونُبًشر بالجنة لأن نعيم الدنيا متصل بنعيم الآخرة ..!
لنحصل على لذة الحياة الحقيقية الذي يوصلنا للذة الأبدية يجب أن نستقيم !!
( أفمن يمشي مكبًا على وجهه أهدى أمًن يمشي سويًا على صراط مستقيم) الملك22
من يمشي مستقيما يرى الهدف واضح..
ومن يمشي مكًبا يرى الجزئيات وتفاصيل الدنيا المُحزنة فيتعثّر بها..!!
وآخر ما أختم به هذا المحور جملة مفاهيم أتمنى الوقوف عندها فهي تدريبات ذهنية تعيننا كثيرا:
* القوة الحقيقية في هذه الحياة هي القوة على الطاعة .
والقوة حين نسامح ونعفو مهما قابلنا الآخرين بالإساءة ومهما تألمنا.!
والضعف هو الضعف في معصية الله..!
يقول الامام علي رضي الله عنه: إذا قويت فاقو على طاعة الله وإذا ضعفت فاضعف في معصيته.!
* الفقدان : هو العوض من عند الله تعالى .
فحين تُغلق الأبواب كلها في وجه المؤمن فهنا نعلم أنها أُغلٍقت حتى يُفتح باب واحد وهو باب الله.!
(اللهّــــــم ما رزقتنا مما نُحبّ فاجعله عونا لنا فيما تُحب ..وما زويت عنّا مما نُحب فاجعله فراغا لنا فيما تُحب)
*والحزن ما هو إلا تذكير بالله حتى نعود إليه سبحانه (لا تحزن إن الله معنا) نشعر بمعيّته فيهدأ القلب وتسكن الروح
ونشعر بإنسانيتنا ونربّي النفس وننتظر النصر.!
*اللّين هو تلك القوة التي تمنع انكسارنا في يوم ما..!
والإحسان هو ذلك الانحناء الذي لا نستطيع أن نقف أمام العالم دونه..!
* العمل هو التجارة الرابحة مع الله ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)
وهو مصدر السعادة والمناعة ضد الألم * النحلة العاملة لا وقت لديها للحزن*
* والشهرة هي التي يذيع صيتها في السماء وليس الأرض.!!
و أخيراااا أُنهي هذا الجزء بالمفهوم الأخير حتى نبدأ به محورنا القادم غدا بإذن الله:
*الحياة هي قيمة مانعمله والعمر هو الذي نراه أمامنا وليس وراءنا فنتقدّم ونسير نحو مااسيكون..!!!
ودمتم سعداء!!